Google

الأربعاء، 1 يوليو 2009

إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ...!!

يجلس وراء القضبان أوصاله ترتعد بقلق موشوم على جيم جبينه ، دقات قلبه مُتعبة من الخوف أن يأخذ إعداما ،يقترب
منه صف من نبهاء المحامين يطمئنونه.. فى الوقت الذى التأمت فيه هيئة المحكمة للنطق بالحكم حتى شق صوت مطرقة
القاضى حجاب زوبعة الحاضرين .... وعم السكون أرجاء القاعة.... حكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهم وإخلاء
سبيلة بضمان محل إقامتهوذلك لعدم ثبوت الأدله الكافيه المُقنعة لإدانته؛رُفعت الجلسة...تُهلل وجهه ملامح الفرح ؛أُطلق
سراحه وبسعادة عارمه تجيش بين أضلعه يستعد للإحتفال اتجه سريعاً صوب منزله ليرتدى بدلة فاخرة من الجودو ،
يضع عطرة المفضل الآخاذ؛ حريصاًُ على ألا يكون هُناك شئُ غير مُهندم أو ناقص ....يغادر منزلهوعند أول الطريق قبل
أن يصل ليركب سيارته الفاخرة،أطاحت بجسده فى السماء سيارة مُسرعة لم ينتبه لها.. سقط يلفظ أخر آنفاسه فتح
عينيه بصعوبة لينظرإلى شلال دمائه المسالة على يده... أدرك حينها انه ليس ملاكاً ،،


تمــــت....

فى 1/7/2009

الأربعاء، 13 مايو 2009

مِصباح الآناَم وجلاء الظلامْ


فى كل كتاب يَكمن سِر هوَ فى الحقيقة يُكتب مِنْ أجلنا.. لكنْ فى النهاية يبقى حُكمِكَ وحده هو الحقيقى وهو الآخير ..!‏

رجل فى العقد السادس من العمر متزوج وله من الآبناء إثنين وهم يقطنوا خارج البلاد مع زوجاتهم وأبنائهم
مرت عليه أيام عصيبة تتخللها لحظات آلم وحزن جراء ما يراه يومياً من أطفال ونساء ورجال يعانوا من أمراض مزمنة وأحياناً خبيثة عِند البعض ، ليس لديهم من المال ما يكفى لشراء الدواء أو حتى الذهاب إلى الطبيب ..

دخل حجرته التى بها مكتبه المُتهالك وبعض من الآثاث القديم الذى أخذه معه من سكن العزوبية ، جلس وأضاء الأباجورة أخذ يبحث من بين كتبه على أى شئ يستطيع من خلاله مساعدة هؤلاء فهوَ لا يملك من المال ما يكفى لسد حاجياتهم أو حتى إرضائهم بالقليل ، كتاب قديم يعتلى واجهته بعض الغبارالناعم أنفضه بأصابعه حتى يرى عنوانه ( شمس المعارف وأصول الحكمة)

إرتسم على وجه أقصى علامات التعجب أخذه الفضول ليقلب صفحاته وقراءة محتواه " يا إلهى هُناك أشياء بهذا الكتاب من الممكن أن تساهم فى علاج هؤلاء المرضى ولكن كيف ؟ تابع قراءته إلا أن وصل لمراده ،هذا الشئ يحتاج إلى إعداد بعض الآدوات من بخور من نوعيه معينه ، وورقه وقلم من الغاب المنحوت وحبر أحمر ...... إنتهى من إعدادها وكتب فى الورقة بعض الطلاسم التى وردت فى الكتاب وبعد أن أفرغ من كتابته آخذ يقرأ عليها بعض الكلمات تتخللها أسماء صعبة ومخيفة طبقها بيده إلى عدة طبقات وبخرها من هذا الدخان المُتطاير فى غرفته وإنتهى بوضعها تحت وسادته ؛ أخذ بينه وبين نفسه يردد" ياترى ممكن فعلاً يظهر حاجة تساعد الناس دى أهو أجرب مش هخسر حاجة " أرهقه التعب وإقترب الكرى من عينه فذهب لفراشة لينام .... فى الصباح الباكر إستيقظ وأول ما طرأ بذهنه الورقة ! فمد يده أسفل وسادته ليمسك بها .. بعد أن فتحها ليقرأها لم يجد ما كتبه ليلة أمس لكنه وجد رسالة تحوى على وصفة من مكونات الآعشاب يجب خلطها بطريقة مُعينه ، مع تحذير بأنه لا يمكن أن يأخذ هذه الوصفة إلا المريض بهذا الداء ولمنطقه معينه فى الجسد، إندهش وإبتسم فى نفس الوقت أعاد النظر فى الورقة فوجدها بيضاء ولا يوجد بها أى وصفة أو حتى بعض من الكلمات تعجب لهذا الآمر ولكن ذاكرته القوية لمْ تجعله يأبه للآمر طويلاً ، فكان إهتمامه مُنصب حول ما إذا كانت هذه الوصفة ستفى بالغرض وسينجح الآمر أم لا ... ، أعد الوصفة كما قرأها تماماً وذهب لإعطاءها لمجموعة من هؤلاء اللذين يعانوا من هذا الداء الذى فى منطقة الكبد ... وبعد أيام ذهب ليطمئن عليهم ... إستقبلوه بترحيب حار وبإبتسامة علت محياهم مع الدعاء فإسنتنتج هذا التصرف من قبلهم ، " حمداً لله لقد نجح الآمر " أخذ يسأل عن هذا الطفل وهذه المرأة وهذا الرجل تحدث إليهم " ازاى الحال الآن مش أحسن والحمد لله " الحمد لله .. الله يبارك فيك ويكتر من أمثالك ويزيدك من نعيمه " الآلم الذى كان يعض فى هذه المنطقة لم نعد نشعر به مرة أخرى والفضل لله ثم لك .... شَعَرا الرجل بأنه ساهم ولو بقدر قليل فى رسم البهجة على وجوههم وإدخال الفرح على بيوتهم وعائلتهم ... عاد إلى منزله مُتجهاً نحو حجرة مكتبه التى فى نهاية الطرقه والحماس يعلو محياه لقراءة الكتاب وتكثيف معلوماته التى ستساعده فى الإتصال بالعالم الآخر بطريقة غير التى إعتادها فى المرات السابقة يُريد مُقابلة مع أحد ملوك هذا العالم لمعرفة أسرارهم حول هذه الوصفات وكيفية الإلمام بأكبر قدر من المعلومات حول سر الكلمات التى تقرأ معها ، فقد مل الإتصال بهم عن طريق الكتابة ، توصل لفقرة خاصة بهذا الشأن حين أفرغ من قراءتها قام لإعداد ما قد يحتاجة أثناء تحضيره للمقابلة وبناء على ما وردَ فى الكتاب قام بتنفيذه بالحرف ، فى ساعة مُتاخرة من الليل دخل غرفة أخرى بها نافذه واحدة ،بأحد أركانها إتخذ وضعية مُعينه بزاوية مُعينه إتجاه النافذه أشعل بعض الفحم ووضع البخور فتح الكتاب وأخذ يقرأ بعض الآيات وبعض من الكلمات الوارده بالفقرة من الكتاب، أثناء قراءته شعر بأن هُناك شئ قد تغير بالغرفة ... بدأ العرق يتفصد جبينه والتركيز يخفت تدريجياً باعثاً فى نفسه القلق والخوف ....مرت ساعة وراء ساعة حتى لاحت منه إلتفاته إلى نافذه الغرفة فلم يجدها ! ...قد تلاشى حائط الحجرة بالكامل ليجد نفسه فى العراء ، ينظر إلى السماء دون حاجز ، يحاول أن يستعيد سيطرته على نفسه مُتفادياً الآمر لتحقيق غرضه إستمر فى القراءة ، حتى بدأ المارد فى الظهور على ظهر حصان من أسفل إلى أعلى تشبتت عينه بالنظر إليه فكان ظهوره وللمره الآولى شيئاً فشئ حتى لا يُصدم الرجل من لقاءه الآول ، ظل الرجل ينتظر ظهوره بالكامل ما يقرب إلى الساعة ،


همس فى نفسه قائلاً :"إذا كان الحصان الذى هو براكبه بهذا الحجم الذى لم ينتهى إكتماله إلى الآن فمذا سيكون حجم راكبه ! " تمكن الخوف منه فى اللحظات الآخيرة ، يتصبب عرقاً بغزارة واضعاً يده على صدره ناحية القلب حتى بات يتنفس بصعوبة زفرة وراء زفرة ، وبدأ باللهاث " قلبى سيتوقف ... قلبى قلبى " حتى شَعَرَ المارد بخوفه من مُلاقاته فأبى مُقابلته وغادر قبل أن يراه . وعاد كل شئ كما كان عليه غير أنه سقط مغشياً عليه حتى بزغ نور الشمس ومع مِدَاد أشاعتها من نافذة حجرته على وجنتية إستفاق يفرك عينه، يتفقد نفسه ، ينظر حوله ليجد كل شئ على ما يرام ، شعر ببعض الآمان .... مرت أيام وأيام حتى يستعيد شجاعته لمواجهة هذا الآمر من جديد ... ذات يوم بدأ فى مراسلة المارد إلا إنه رفض مقابلته وان هذا الآمر يحدث لمرة واحدة فقط وسوف يكون الإتصال عن طريق وسيط بينهما ،إستمر الحال بالرجل فى إعداد الآعشاب للعديد من حالات المرضى والفقراء مِنهم على وجه الخصوص ، وبدأ يعرف بعضٍ من أسرارهم حول الإيذاء الذى يتعرض له بعض الناس من الجان خلال حياتهم دون أن يشعروا وكيفيه العلاج والخلاص من محنتهم ، ظل فى هذا الآمر أشهر وسنوات حتى ذاع صيته بين المعارف والآقارب ووبين الناس عن طريق المرضى اللذين تمت مُعالجتهم ، لم يرفض مساعدتهم شريطه أن يكون الإتصال عن طريق البريد ومن دون مُقابل ، كل يومين على الآقل كان يستقبل مظروفاً به حالة سواء مرضية أو عرضية ويرسل الرد ومعه العلاج ... وذات يومِ وهو جالس بغرفة مكتبه مُنهك فى الكتابة والرد وقع ظرف من ابنه الآكبر يحوى على تأشيرة سفر للقيام بمناسك الحج إهداء له فى عيد ميلاده ترك ما كان بيده وإنتشرت موجه من
السعادة بين أضلعة وبإبتسامة عريضه علت محياه ...ذهب مهرولاً إلى زوجته ليبشرها بهذا الخبر السعيد ،
قائلة وبيد مرفوعة للسماء : ألف حمد وشُكر لكَ يا رب لقد إستجبت لدعائى
لا تدرى يا أبا صالح كم الإشتياق بى لزيارة النبى" محمد صلى الله عليه وسلم "


إستعدا سوياً للسفر وبعد عودتهم تذكر أمراً يجب عليه القيام به دخل غرفة مكتبة وقام بتجميع الكتب التى كانت محض إهتمامه فى الفترة الآخيرة وجميع الآظرف والآوراق التى بها مكونات وأشياء هامة وخطيرة فى الإتصال بالعالم الآخر وأمام منزله قام بحرقها جميعاً ،، أثناء عملية الحرق كان هُناك أمر مُدهش وعجيب فالنار كانت شاهقة يتنفث الدُخان منها فى وجه السماء لم تخمد إلا حتى مع إقتراب الليل حتى بدأت فى التهاوت تخبو رويدا رويدا...
إلتفت عائداً لمنزله وكأن شئ رهيب قد إنزاح عن صدره..!!

قائلاً مع نفسه : ليس السر عندى ولا الحل ...!!

تمــــــت ،،

مُلاحظة : القصة أحداثها حقيقة ولم يسرد بها أى تفاصيل من الخيال..


الاثنين، 27 أبريل 2009

مملكــة عشــــق









تعالى

لننسج حرائر من الحب

ونبنى عرشً من الشوق

ونُشيّد قصرا من العِشق



تعالى

أهُديكَ قلبى وإجعله شمعه

تُنير وحشة ليلك

تلفك بالدفء

تعالى

أُهديك إحساسى المُكلل بالصمت

وإنطلق به فى ليلية بدر

لتنطق أنتِ الحب

تعالى

أهديك مشاعرى جوهرة

شفافة نقية واضحة

لترى بها صورتك

تعالى

فقد مل الصمت منى ومنك

هيا إنطقنى وأنطق

أحبك

تعالى

لآلون آحلامى بروحك

يا ملاذ القلب ...أحبك

يا جميلاً بقدرى ...أحبك

يا مستوطن بين حنايا فؤادى ...أحبك

يا صفاء الروح ويا كل وجودى... أحبك

تعالى

أجوب معك فى شوارع لهفتى

لترى قوارع طرقاته تبتسم

عندما يضم كفِكَ كفى

وعينيك تُغازل عينى

وشفتاك تُسقينى الحُب

تعالى نُسابق خط الضوء بليل الوصال

نعيش فى خشوع وهدوء

ونستودع به الآسرار

تعالى

لنسمع عزف الطيور

على شاطئ الحب أنا وأنت

أترقب معك عناق الموج للموج

ثم أُعانقك عناق الموج المُضطرب

على شاطئ الظمآ

ثم أبتعد

وأعــود

بلهفة أكبر

لنبنى معاً مملكة عشق

وأحبك أكثر

أغــــداً ألقـــــاك ؟





فى تِلك البرارى نشأت عاصفة الحب مُبعثرة بين قطرات المطر هى كانت تجلس وبيدها ريشة تُلملم ما تبقى من ملامحة
الحزينة إستحضرت كل ألوان الكون من ألوان تقيم الحداد وإختلطت عليها ألوان البهجة لعلها تستطيع مزج جزء له من الآفراح،،
تحددت صورة الملامح ولكن لم تستطع التعمق أكثر عجيبة تِلك الملامح ! كانت تراها بآحلامها ولم تتخيل قسوة الزمن وتجاعيد الإرهاق عليها ...وتلاشى
إبتسامة البراءة التى كان لها نصيب فى غضب ذاك المزيج الآرجوانى داخل تِلك الملامح إلااا أن!.. إقترب أراد أن يختفى فى سراب الملامح
ذاتها.... أسرعت بريشتها كى تُكمل ما بدأت نظرت لتِلك الدمعة المُتحجرة بأحداقة وسألته؟؟
أأكتفيتُ إخفاء تلك الصاخبة دمعتك المؤرقة لبعثرة الآهات قاوم بإبتسامة متعبة ؟؟؟ أحان وقت الغروب!

تمـــت ..

الأربعاء، 1 أبريل 2009

رجــــل بِـــلا ظِـــل




بعد أن تخلص من كل ألم كان يعض جسده ،كانت عودته سريعه يتجه صوب المقابر يبحث عنهم هُنا وهُناك إلى أن وجدهم ، يصطفون فى حِداد كأنهم يُصلّون ، اقترب منهم بخطى خفيفة كالريشة فى مهب الريح ، ينظر فى وجوههم يبحث عن زوجته إلى أن وجدها تدفن رأسها بمنديلٍ أبيض تجهش بكاءً ، ذهب ليقف بجانبها يمسح على رأسها ، يخفف من آلامها واهنا قريبا مِنْ أذنيها هامساً لها "حبيبتى "أحست بغصّةٍ فى حلقها وهى تستعيد بذاكرتها هذا الحادث المؤلم ، حينما ذهبت مع والد زوجها لاستقباله بالمطار ، وهما فى طريقهما إلى العودة ..ظهرت صخرة على الطريق أفقدت السائق تركيزه فى محاولة لمفاداتها واصطدم بها من هول المفاجأة, انقلبت السيارة ولم ينجُ منها أحدٌ سواها، " أرجوكِ حبيبتى لا تبكي ولا تحسبى أن الموت فِراق وحسب هُناك دائماً شيءٌ يبقى . !"هم بعضٌ مِنْ الرجال برفع نعش كلٍ منهم لدفنهما،تمشى وراءَهم عيناها مُخضبتان بالدموع ، والأسى يَملأ كيانها ،يخرج مِنْ حنجرتها حشرجة لم تَكد تصل مسامعها ...يمسك بيدها يُقبّل كفها كما تَعود وينتظر ضغطه كفها بكفه ...اقتربا مِنْ الحفرة وبعد دفن والده،ذهبت لتأخذ صورته التى رافقت تابوته، يذهب معها يُطيل النظر إليها، ثم إلى صورته التى يعلوها شريطٌ أسود ..ليجدها أكثر ابتساما ..! يقومون بدفنه ويذهب كلٌ منهما فى طريق .

تمــــت

1/4/2009

الجمعة، 30 يناير 2009

إسطـــورة عامٍ جديــــد




أحيانا يحدثُ تعارضا فى حياتنا ونحنْ لا نعلم ذلك
سواء كان هذا الشئ عرضى ، أم لا.. هذا لن يُغير من الآمر شئ





كانت هذه أخر زياره لمنزله بعدأن فقدَ زوجته وإبنه إثر حادث أليم ،، إستقر به الحال فى منزل صديقه وزميله فى العمل( بمصلحة الضرائب العامة )
لكن الحياة كانت كما هى حياة جاده بدون مُصادفات.. حيثُ لا يُمكن لآحد أن يتحكم بها ،،
" كمال "مابِِكَ !
لا أدرى أشعر بدوّار فى رأسِى وزغلله بعينى ..!
صديقه :تعال يجب أن نذهب للطبيب هذه ليست المره الآولى التى يحدث لك فيها هذا الآمرذهابا سوياً، وبعد إجراء الفحوصات..
أشارإليه الطبيب المعالج بأن لديه كتله برأسه تضخمت ،،حيثُ لا مجال
للتدخل الجراحى لإزالتها ،، فمن الممكن أن تقضى على ما تبقى له من أيام معدودة فى الحياه، خرج َ مُنكسر ليس لديه أملاً فى الحياه بعد أن علم حقيقة مرضه،ركضَ مُسرعاً لا يدرى إلى أين هو ذاهب!
يَمر بذاكرته شريط حياته.. زوجته وإبنه ، حبيبته التى تعرف إليها مِنْ خلال قيامه بعمله فى جمع الضرائب من المستحقين ، وأخاه الذى لم يراه مُنذ فترة وهو بعيد عنه،
و"عزت" الذى يعمل فى أحد البنوك الإستثمارية .. أمام جهازكمبيوتر ناطق مُخصص لذوى الإحتياجات... رجل صالح لكن الله لم يَمنْ عليه بنعمة البصر ، تسبب فى طرده من العمل نتيجة مُشاحنة جدلية عبر الهاتف، حول إنه أعمى ولايستطيع مُسايرة العمل على آكمل وجه يرُضىّ العميل وسَد حَاجته، توقف ! مُنهكَ من الركض ،
جلس على كرسى إستراحة بالطريق ، ينظر إلى السماء ويبكِى ظل يُفكر ويُفكر حتى جاء لون الغروب...
أخرج هاتفه تحدث : آلـــــو
عزت : من المُتحدث !
كمال :إستمع لى جيداً فى يومٍٍ ماسوف يتصل بِكَ صديق لى يُدعى" يوسف " أرجو أن تثق به وأن تستمع إلى ما سيقوله لكَ ..
أنتَ رجل على خلق وصالح يا عزت وتستحق الخير .
عزت : إنتظر .. هل أنتَ الشخص الذى تسبب فى طردِى من العمل!؟
" كمــال " لم يُجيبه وأغلق الهاتف.
طيفُه امرَ بناظره فذهب إليها ، كانت هُناك تجلس على أرجوحه بحديقه المنزل، تُداعب هِرتها ذات الشعر الآبيض الكثيف ، إنها
" هند " حبيبته ،على الرغم من آلامها والتى تُعانى من ضيق فى التنفس نتيجة وجود زمرة دمٍ نادرة لديها فى القلب ،، إلا تجدها دائماً سعيدة ولا تآبه لشئ طالما إنه معها ..
ذهب إليها وسعدت كثيراً لرؤيته بهذه الليلة ،
كمال :ما رأيكِ بتناول العشاء فى مكان سوف يُعجبكِ كثيراً
ردت هند قائلة: بكل سرور ، وتناولا العشاء سوياً يضحكون ويتحدثون عن مواقف مرت بحياتهم ، توقفت هند عن الكلام لتُغير مسار الحديث ...
قالت : ماذا إذا رن الهاتف ليخبروننى بأن هُناك مُتبرع لقلب وإنه من الممكن إجراء الجراحة لى !
كمال :ماذا إذا قٌلت لكِ هل تقبلين الزواج بى ونُنجب أطفالاً نسعد بهم وليكونا أملاً جديداً يُشرق بحياتنا معاً...
إبتسامة عريضة إرتسمت على شفتيها وفرحة غمرت قلبها وبإستحياء شديد وبصوتٍ خافت تُعلن رضاها نعم أوافق .
يشعر بألمٍ فى رأسه ، يقاوم حتى لاتظهر علامات الإرهاق بوجه ، هيا أريد أن أعيدكِ إلى منزلك قبل أن يتأخر الوقت ولآنى لدىّ عملٍ شاق بإنتظارى غداً وسوف نتقابل بعدها هيا ،،
قام بتوصيلها ، ثم عادَ إلى منزل صديقة وإشتد الآلم برأسه، يعجز عن رؤية الآشياء أمامه، والعرق الغزيريتفصد على جبينه،يفقد توازنه وطرح أرضاً بغرفته ،، فى الصباح دخل" يوسف " ليوقظه من نومه حتى لا يتأخرا عن
العمل، ليجده أرضً فاقد الوعى والنطق ،إقترب منه ليستمع إلى دقات قلبه ليجد بشرته بارده إنقبض قلبه وأخذ الهاتف يطلب سيارة إسعاف، وما إن وصلت قامت بنقله على الفوّر إلى المستشفى العام وإلى الطبيب المُختص ليخبرهم، بأنه قد فارق الحياة ، صرخ صديقه يبكى يطلب مُقابلة المدير ، ذهب إليه يخبره بأن المتوفى،،
كتب طلب قبل وفاته يجب مُطالعته ،وبعد ساعات من المُشاوره حول الآمر لم يكف
" يوسف "عن البُكاء..
رن جرس الهاتف لدَى" هند " كانت تنتظرهذه المُكالمة على أحرّ من الجمر فهذا أملها فى الحياه، وبعدها قامت على الفورّ بالإتصال بحبيبها "كمال" ولكنه لا يُجيب ، ذهبت لإجراء الجراحة لها على الفور ، وبغرفة العمليات كان بجانبها ولكنها لا تعلم إنه هوالمُتبرع ... وتمت العمليه بنجاح وكُتب لها حياة جديدة .... مرّت الآيام كان أخاه يجلس بغرفته يَنظر إلى صورته ومُذكراته التى كان يكتبها ليجد من بينها رسائل ... فى كل رسالة وثيقة مُعتمدة من الطبيب المُختص بكل حاله ذكرها وأسمائهم وعناوينهم وبعد أن أفرغ من قراءتها جميعاً ،، ذهب لمُقابلة " هند " ليروى لها أشياء قد علمها للتو ،، جلسا على منضدة بحديقة منزلها
وقال: مُنذحوالى سنه مرضتُ وأُصبت بسرطان فى الرئه وكنت بحاجة لزرع رئتين ،
" كمال " كان يستطيع منحِى واحدة على الآقل ، لابد إنه كان يُخطط لذلك ، لآنه بعد سِته أشهر تبرع بالجزء الآيمن من كبده لهذه المرأة ، وأراها صورتها وهو معها فى المستشفى بعد إجراء العمليه إنها رئيسته فى العمل إسمها " ميرفت "
أخذت الصورة تجهش بالبكاء وكان الحزن رفيقاً لها أينما ذهبت مُغلف بألم الفراق ومع بداية العام الجديد ذهبت " هند " لحفلة رأس السنه ، كان هُناك يجلس أم البيانو يَعزف ، وبعد إنتهاءه من معزوفته صفق له الجمهور وأشار بيده إلى طلابه اللذين كانوا يرددون وراء عزفه، أنشوده فرح ليستمتع بها الحاضرين ، يُصافحهم بإبتسامة على محياه أحسنتم !...إقتربت منه تنظر إليه وتُطيل النظر أكثر بعينيه ، يتجاهلها ويمضى ، نادت عليه
" عزت "
فإلتفت خلفه ليدقق النظر بها ..!
قائلاً : عفواً هل سبق لنا معرفه من قبل؟
أشاحت برأسها قائله : لا ...
لم تَتمالك نفسها فذرفت دمعه من عينها ، فإندهش لذلك !
قال :هل أنتِ بخير ؟
هى : نعم ..
يطيلان النظر لبعضمهما البعض وكأنها ترى جزء منه بعينه،، ثم أرسل لها بسمة شفق ليعلمها إنه قد عرفها ،
فقال : لا بد إنكِ" هند " فإبتسمت له
وبتنهيده قالت : نعم سُررت بلقائِك همت بِعناقه وبَكتْ ...





تمــــــــــت،،

رغــد آل يمينى فى 30 / 1/ 2009

الخميس، 25 ديسمبر 2008

قلــــبًُ كبيــــــــر




إستلق سيارته ذهاباً إلى المشفى وهو فى طريقه أخذ يُفكر كيف يُكْبر مشفاه طالما حلم بذلك،تعطلت سيارته فجأة على الطريق أخذ يُعيد محاولة تشغيلها ولكنه فشل ، نظر حوله فوجد المكان خاليا،ولا أحد على الطريق يستغيث به..غادر منها ليرى إن كان بإمكانه إصلاح العطل بها ليستكمل مسيرته وأخذ يفحص البطارية والماتور والآسلاك،،فى هذه اللحظة وعلى الجانب الآخر من الطريق كانا يسيران قدماً ، تعطلت سيارتهم أيضاً أم وإبنها الصغير البالغ من العمر 8 سنوات فى طريقهم إلى المدرسة التى تبعد بعدة أمتار على هذا الطريق،وعند مسيرتهم
إلتفت الإبن إلى أمه قائلاً :
أنظرى أمى هُناك سيارة واقفة على الجانب الآخر هيا لنذهب عندها ربما صاحبها يُريد
المساعدة،أفلت الصغير يده عن يد أمه مُسرعا نحو مكان السيارة ، فوجد صاحبها حائراً فى تصليحها فعرض عليه المساعده فنظر إليه الدكتور مبتسماً..ليس من فائدة شكراً لكَ بُنى،وأخذ الصغير طريقه مع والدته نحو المدرسة.. وظل الدكتور واقفاً فى مكانه ينظر من حوله أملاً فى أن يمر على الطريق أى سيارة لتنقله إلى المشفى ، فالسير قدماً سوف يُرهقه فهو مريضاً بالقلب وقبل أن يبتعد عن مكان سيارته ببضع أقدام ،،إلى وأن سمع ضجيج وصوت شاحنة نقل تمر بجوار سيارته بسرعة فائقة،فذهب مهرولاً عائداً إلى مكانه ليرى ما أحدث هذا الضجيج ،صوت آنين وعلى الآرض إندهش لما رآه الآم وإبنها قد صدمتهم شاحنه النقل وهم فى طريقهم إلى المدرسه يا إلهى ماذا أفعل ذهب مُسرعاً إلى الام ومد يده على رقبتها ليتحسس إن كان بها من وريد ينبض ثم إلى إبنها الصغير فوجده يتنفس رغم أحشاؤه بالخارج أثر الإصطدام فَحمِل الصغير ..وآخذ طريقه يبحث عن إستغاثة لينقذ هذا الطفل ولكن دون جدوى فلا يوجد أحداً بهذه المنطقه وإستكمل طريقه مهرولاًُ إلى مشفاه والطفل على يديه ينزف،،يختصر الطريق عبر الحقول والآراضى الزراعية فوقع على ركبتيه وهو يشهق حاملاً الصغير ، وأسند ظهره على شجرة ، يضرب قلبه عدة مرات بيده يُناجى الله أن يمده ويُعينه على مساعدة هذا الطفل الصغير..فى الوصول إلى المشفى،، وأخذ هامته وإستكمل مسيرته يشهق من التعب ، يتألم من قلبه الذى بات أن يتوقف عن النبض أثر الجرى حتى وصل أعتاب مشفاه يُنادى ويستغيث وما أن رأه طبيب الإستقبال حتى نادى على بقية الزملاء ومن بينهم إبنه الوحيد،، فهو جراح ماهر يعمل مع والده بنفس المشفى الخاص بهم..وبسرعه أعطائهم الصغير ووقع أرضاً فلم يتحمل السير بعد ذلك،، ويده على قلبه يشهق ويلهث بكلمات مُتقطعه.. إنقذوا الصغير أحشاؤه بالخارج ولكن حافظوا على أن تكون رئته سليمه ليتنفس..الإبن إلى جانب أباه رجاءً أبى لا تتحدث.. اخذه على ناقله إلى غرفة العناية المُركزة يمده ببعض المحاليل وحقنه مُهدئه ولكن الآب كان يحتضرويغلق عينيه،،ينظر الإبن إلى مساعده وينظرإلى أباه تماسك أبى سوف تكون بخير إن شاء الله، فتح عيناه ببطئ ينظر فى أرجاء الغرفة يمر بذاكرته شريط حياته إبنه والمشفى الذى يحلم بأن يكبر فى يوم من الآيام والحادثة والآم وابنها.. الطبيب المُساعد :إننا نفقده أخذ الإبن الصاعقة ووضعها على صدر اباه ليستجيب القلب وينبض من جديد أعاد المحاولة مرات ومرات ولكن دون إستجابه القلب ، فذهب إليه مساعده وقال له: هذه هى مشيئة الله ظل الإبن يبكى على فقدان والده الذى كان كل عائلته فى الحياه .. فلم يعد إلى الآبن عوناً يستند إليه بعد وفاته،،ومرت أيام وشهور من الحزن الذى خيم على منزله، وذات يوم ذهب الإبن إلى مكتب والده يبحث عن أوراق حول مشروع تطوير المشفى الذى كان والده يسعى لتحقيقه فهو بمثابة حلم جميل يريد أن يحققه الإبن لآباه الذى ذهب دون أن يستكمل مسيرة حلمه.. ليقع بين يديه ظرف يحوى رسالة قديمة أخذه الفضول لقرائتها وما أن أفرغ من قراءتها إلا وإنهمر فى بكاءه لما حدث فى القِدم فدخلت عليه حبيبته لتهون عليه ،، فنظر إليها وقال : أتعلمين لماذا أبكِ، ! قبل أن تأتِ قد قرأت رسالة للتو من الإنسانه التى أحبها أبى ولم يستطع الزواج بهافقد كان شرط والدها الوحيد ليوافق على زواجهما ،هو التخلى عن ذلك الإبن الذى تبناه من مركز الآيتام فأبى الموافقة على شرطه ولم يُعيدنى إلى المركز مرة أخرى ،، وتخل عن حبه وزواجه ممن يُحب وكرثَ حياته لتربيتى وتعليمى حتى أصبحت جراحاً كبيراً ،،أرايتِ قلبُ كبيرُ مثله،، والله إنى لا استحق ذلك .. فماذا فعلت أنا له حتى إننى لم استطع إنقاذه من الموت وهو بين يدى قالت له: لا تلم نفسِكَ فقد فعلت ما عليك فعله ولكن هذا أمر الله وقد نفذ وليس لنا باليد حيله،، حق عليكَ الآن أن تدعوا له بالرحمة والمغفرة وأن تسعى لتحقيق حلمه الذى كان يُريد فتعانقا وهو يقول لها لن اشعر بحياتى وكيانى حتى أُحقق ذلك وبكى..



تمت بحمد الله
فى 25/12/2008