Google

الخميس، 25 ديسمبر 2008

قلــــبًُ كبيــــــــر




إستلق سيارته ذهاباً إلى المشفى وهو فى طريقه أخذ يُفكر كيف يُكْبر مشفاه طالما حلم بذلك،تعطلت سيارته فجأة على الطريق أخذ يُعيد محاولة تشغيلها ولكنه فشل ، نظر حوله فوجد المكان خاليا،ولا أحد على الطريق يستغيث به..غادر منها ليرى إن كان بإمكانه إصلاح العطل بها ليستكمل مسيرته وأخذ يفحص البطارية والماتور والآسلاك،،فى هذه اللحظة وعلى الجانب الآخر من الطريق كانا يسيران قدماً ، تعطلت سيارتهم أيضاً أم وإبنها الصغير البالغ من العمر 8 سنوات فى طريقهم إلى المدرسة التى تبعد بعدة أمتار على هذا الطريق،وعند مسيرتهم
إلتفت الإبن إلى أمه قائلاً :
أنظرى أمى هُناك سيارة واقفة على الجانب الآخر هيا لنذهب عندها ربما صاحبها يُريد
المساعدة،أفلت الصغير يده عن يد أمه مُسرعا نحو مكان السيارة ، فوجد صاحبها حائراً فى تصليحها فعرض عليه المساعده فنظر إليه الدكتور مبتسماً..ليس من فائدة شكراً لكَ بُنى،وأخذ الصغير طريقه مع والدته نحو المدرسة.. وظل الدكتور واقفاً فى مكانه ينظر من حوله أملاً فى أن يمر على الطريق أى سيارة لتنقله إلى المشفى ، فالسير قدماً سوف يُرهقه فهو مريضاً بالقلب وقبل أن يبتعد عن مكان سيارته ببضع أقدام ،،إلى وأن سمع ضجيج وصوت شاحنة نقل تمر بجوار سيارته بسرعة فائقة،فذهب مهرولاً عائداً إلى مكانه ليرى ما أحدث هذا الضجيج ،صوت آنين وعلى الآرض إندهش لما رآه الآم وإبنها قد صدمتهم شاحنه النقل وهم فى طريقهم إلى المدرسه يا إلهى ماذا أفعل ذهب مُسرعاً إلى الام ومد يده على رقبتها ليتحسس إن كان بها من وريد ينبض ثم إلى إبنها الصغير فوجده يتنفس رغم أحشاؤه بالخارج أثر الإصطدام فَحمِل الصغير ..وآخذ طريقه يبحث عن إستغاثة لينقذ هذا الطفل ولكن دون جدوى فلا يوجد أحداً بهذه المنطقه وإستكمل طريقه مهرولاًُ إلى مشفاه والطفل على يديه ينزف،،يختصر الطريق عبر الحقول والآراضى الزراعية فوقع على ركبتيه وهو يشهق حاملاً الصغير ، وأسند ظهره على شجرة ، يضرب قلبه عدة مرات بيده يُناجى الله أن يمده ويُعينه على مساعدة هذا الطفل الصغير..فى الوصول إلى المشفى،، وأخذ هامته وإستكمل مسيرته يشهق من التعب ، يتألم من قلبه الذى بات أن يتوقف عن النبض أثر الجرى حتى وصل أعتاب مشفاه يُنادى ويستغيث وما أن رأه طبيب الإستقبال حتى نادى على بقية الزملاء ومن بينهم إبنه الوحيد،، فهو جراح ماهر يعمل مع والده بنفس المشفى الخاص بهم..وبسرعه أعطائهم الصغير ووقع أرضاً فلم يتحمل السير بعد ذلك،، ويده على قلبه يشهق ويلهث بكلمات مُتقطعه.. إنقذوا الصغير أحشاؤه بالخارج ولكن حافظوا على أن تكون رئته سليمه ليتنفس..الإبن إلى جانب أباه رجاءً أبى لا تتحدث.. اخذه على ناقله إلى غرفة العناية المُركزة يمده ببعض المحاليل وحقنه مُهدئه ولكن الآب كان يحتضرويغلق عينيه،،ينظر الإبن إلى مساعده وينظرإلى أباه تماسك أبى سوف تكون بخير إن شاء الله، فتح عيناه ببطئ ينظر فى أرجاء الغرفة يمر بذاكرته شريط حياته إبنه والمشفى الذى يحلم بأن يكبر فى يوم من الآيام والحادثة والآم وابنها.. الطبيب المُساعد :إننا نفقده أخذ الإبن الصاعقة ووضعها على صدر اباه ليستجيب القلب وينبض من جديد أعاد المحاولة مرات ومرات ولكن دون إستجابه القلب ، فذهب إليه مساعده وقال له: هذه هى مشيئة الله ظل الإبن يبكى على فقدان والده الذى كان كل عائلته فى الحياه .. فلم يعد إلى الآبن عوناً يستند إليه بعد وفاته،،ومرت أيام وشهور من الحزن الذى خيم على منزله، وذات يوم ذهب الإبن إلى مكتب والده يبحث عن أوراق حول مشروع تطوير المشفى الذى كان والده يسعى لتحقيقه فهو بمثابة حلم جميل يريد أن يحققه الإبن لآباه الذى ذهب دون أن يستكمل مسيرة حلمه.. ليقع بين يديه ظرف يحوى رسالة قديمة أخذه الفضول لقرائتها وما أن أفرغ من قراءتها إلا وإنهمر فى بكاءه لما حدث فى القِدم فدخلت عليه حبيبته لتهون عليه ،، فنظر إليها وقال : أتعلمين لماذا أبكِ، ! قبل أن تأتِ قد قرأت رسالة للتو من الإنسانه التى أحبها أبى ولم يستطع الزواج بهافقد كان شرط والدها الوحيد ليوافق على زواجهما ،هو التخلى عن ذلك الإبن الذى تبناه من مركز الآيتام فأبى الموافقة على شرطه ولم يُعيدنى إلى المركز مرة أخرى ،، وتخل عن حبه وزواجه ممن يُحب وكرثَ حياته لتربيتى وتعليمى حتى أصبحت جراحاً كبيراً ،،أرايتِ قلبُ كبيرُ مثله،، والله إنى لا استحق ذلك .. فماذا فعلت أنا له حتى إننى لم استطع إنقاذه من الموت وهو بين يدى قالت له: لا تلم نفسِكَ فقد فعلت ما عليك فعله ولكن هذا أمر الله وقد نفذ وليس لنا باليد حيله،، حق عليكَ الآن أن تدعوا له بالرحمة والمغفرة وأن تسعى لتحقيق حلمه الذى كان يُريد فتعانقا وهو يقول لها لن اشعر بحياتى وكيانى حتى أُحقق ذلك وبكى..



تمت بحمد الله
فى 25/12/2008