Google

الأربعاء، 13 مايو 2009

مِصباح الآناَم وجلاء الظلامْ


فى كل كتاب يَكمن سِر هوَ فى الحقيقة يُكتب مِنْ أجلنا.. لكنْ فى النهاية يبقى حُكمِكَ وحده هو الحقيقى وهو الآخير ..!‏

رجل فى العقد السادس من العمر متزوج وله من الآبناء إثنين وهم يقطنوا خارج البلاد مع زوجاتهم وأبنائهم
مرت عليه أيام عصيبة تتخللها لحظات آلم وحزن جراء ما يراه يومياً من أطفال ونساء ورجال يعانوا من أمراض مزمنة وأحياناً خبيثة عِند البعض ، ليس لديهم من المال ما يكفى لشراء الدواء أو حتى الذهاب إلى الطبيب ..

دخل حجرته التى بها مكتبه المُتهالك وبعض من الآثاث القديم الذى أخذه معه من سكن العزوبية ، جلس وأضاء الأباجورة أخذ يبحث من بين كتبه على أى شئ يستطيع من خلاله مساعدة هؤلاء فهوَ لا يملك من المال ما يكفى لسد حاجياتهم أو حتى إرضائهم بالقليل ، كتاب قديم يعتلى واجهته بعض الغبارالناعم أنفضه بأصابعه حتى يرى عنوانه ( شمس المعارف وأصول الحكمة)

إرتسم على وجه أقصى علامات التعجب أخذه الفضول ليقلب صفحاته وقراءة محتواه " يا إلهى هُناك أشياء بهذا الكتاب من الممكن أن تساهم فى علاج هؤلاء المرضى ولكن كيف ؟ تابع قراءته إلا أن وصل لمراده ،هذا الشئ يحتاج إلى إعداد بعض الآدوات من بخور من نوعيه معينه ، وورقه وقلم من الغاب المنحوت وحبر أحمر ...... إنتهى من إعدادها وكتب فى الورقة بعض الطلاسم التى وردت فى الكتاب وبعد أن أفرغ من كتابته آخذ يقرأ عليها بعض الكلمات تتخللها أسماء صعبة ومخيفة طبقها بيده إلى عدة طبقات وبخرها من هذا الدخان المُتطاير فى غرفته وإنتهى بوضعها تحت وسادته ؛ أخذ بينه وبين نفسه يردد" ياترى ممكن فعلاً يظهر حاجة تساعد الناس دى أهو أجرب مش هخسر حاجة " أرهقه التعب وإقترب الكرى من عينه فذهب لفراشة لينام .... فى الصباح الباكر إستيقظ وأول ما طرأ بذهنه الورقة ! فمد يده أسفل وسادته ليمسك بها .. بعد أن فتحها ليقرأها لم يجد ما كتبه ليلة أمس لكنه وجد رسالة تحوى على وصفة من مكونات الآعشاب يجب خلطها بطريقة مُعينه ، مع تحذير بأنه لا يمكن أن يأخذ هذه الوصفة إلا المريض بهذا الداء ولمنطقه معينه فى الجسد، إندهش وإبتسم فى نفس الوقت أعاد النظر فى الورقة فوجدها بيضاء ولا يوجد بها أى وصفة أو حتى بعض من الكلمات تعجب لهذا الآمر ولكن ذاكرته القوية لمْ تجعله يأبه للآمر طويلاً ، فكان إهتمامه مُنصب حول ما إذا كانت هذه الوصفة ستفى بالغرض وسينجح الآمر أم لا ... ، أعد الوصفة كما قرأها تماماً وذهب لإعطاءها لمجموعة من هؤلاء اللذين يعانوا من هذا الداء الذى فى منطقة الكبد ... وبعد أيام ذهب ليطمئن عليهم ... إستقبلوه بترحيب حار وبإبتسامة علت محياهم مع الدعاء فإسنتنتج هذا التصرف من قبلهم ، " حمداً لله لقد نجح الآمر " أخذ يسأل عن هذا الطفل وهذه المرأة وهذا الرجل تحدث إليهم " ازاى الحال الآن مش أحسن والحمد لله " الحمد لله .. الله يبارك فيك ويكتر من أمثالك ويزيدك من نعيمه " الآلم الذى كان يعض فى هذه المنطقة لم نعد نشعر به مرة أخرى والفضل لله ثم لك .... شَعَرا الرجل بأنه ساهم ولو بقدر قليل فى رسم البهجة على وجوههم وإدخال الفرح على بيوتهم وعائلتهم ... عاد إلى منزله مُتجهاً نحو حجرة مكتبه التى فى نهاية الطرقه والحماس يعلو محياه لقراءة الكتاب وتكثيف معلوماته التى ستساعده فى الإتصال بالعالم الآخر بطريقة غير التى إعتادها فى المرات السابقة يُريد مُقابلة مع أحد ملوك هذا العالم لمعرفة أسرارهم حول هذه الوصفات وكيفية الإلمام بأكبر قدر من المعلومات حول سر الكلمات التى تقرأ معها ، فقد مل الإتصال بهم عن طريق الكتابة ، توصل لفقرة خاصة بهذا الشأن حين أفرغ من قراءتها قام لإعداد ما قد يحتاجة أثناء تحضيره للمقابلة وبناء على ما وردَ فى الكتاب قام بتنفيذه بالحرف ، فى ساعة مُتاخرة من الليل دخل غرفة أخرى بها نافذه واحدة ،بأحد أركانها إتخذ وضعية مُعينه بزاوية مُعينه إتجاه النافذه أشعل بعض الفحم ووضع البخور فتح الكتاب وأخذ يقرأ بعض الآيات وبعض من الكلمات الوارده بالفقرة من الكتاب، أثناء قراءته شعر بأن هُناك شئ قد تغير بالغرفة ... بدأ العرق يتفصد جبينه والتركيز يخفت تدريجياً باعثاً فى نفسه القلق والخوف ....مرت ساعة وراء ساعة حتى لاحت منه إلتفاته إلى نافذه الغرفة فلم يجدها ! ...قد تلاشى حائط الحجرة بالكامل ليجد نفسه فى العراء ، ينظر إلى السماء دون حاجز ، يحاول أن يستعيد سيطرته على نفسه مُتفادياً الآمر لتحقيق غرضه إستمر فى القراءة ، حتى بدأ المارد فى الظهور على ظهر حصان من أسفل إلى أعلى تشبتت عينه بالنظر إليه فكان ظهوره وللمره الآولى شيئاً فشئ حتى لا يُصدم الرجل من لقاءه الآول ، ظل الرجل ينتظر ظهوره بالكامل ما يقرب إلى الساعة ،


همس فى نفسه قائلاً :"إذا كان الحصان الذى هو براكبه بهذا الحجم الذى لم ينتهى إكتماله إلى الآن فمذا سيكون حجم راكبه ! " تمكن الخوف منه فى اللحظات الآخيرة ، يتصبب عرقاً بغزارة واضعاً يده على صدره ناحية القلب حتى بات يتنفس بصعوبة زفرة وراء زفرة ، وبدأ باللهاث " قلبى سيتوقف ... قلبى قلبى " حتى شَعَرَ المارد بخوفه من مُلاقاته فأبى مُقابلته وغادر قبل أن يراه . وعاد كل شئ كما كان عليه غير أنه سقط مغشياً عليه حتى بزغ نور الشمس ومع مِدَاد أشاعتها من نافذة حجرته على وجنتية إستفاق يفرك عينه، يتفقد نفسه ، ينظر حوله ليجد كل شئ على ما يرام ، شعر ببعض الآمان .... مرت أيام وأيام حتى يستعيد شجاعته لمواجهة هذا الآمر من جديد ... ذات يوم بدأ فى مراسلة المارد إلا إنه رفض مقابلته وان هذا الآمر يحدث لمرة واحدة فقط وسوف يكون الإتصال عن طريق وسيط بينهما ،إستمر الحال بالرجل فى إعداد الآعشاب للعديد من حالات المرضى والفقراء مِنهم على وجه الخصوص ، وبدأ يعرف بعضٍ من أسرارهم حول الإيذاء الذى يتعرض له بعض الناس من الجان خلال حياتهم دون أن يشعروا وكيفيه العلاج والخلاص من محنتهم ، ظل فى هذا الآمر أشهر وسنوات حتى ذاع صيته بين المعارف والآقارب ووبين الناس عن طريق المرضى اللذين تمت مُعالجتهم ، لم يرفض مساعدتهم شريطه أن يكون الإتصال عن طريق البريد ومن دون مُقابل ، كل يومين على الآقل كان يستقبل مظروفاً به حالة سواء مرضية أو عرضية ويرسل الرد ومعه العلاج ... وذات يومِ وهو جالس بغرفة مكتبه مُنهك فى الكتابة والرد وقع ظرف من ابنه الآكبر يحوى على تأشيرة سفر للقيام بمناسك الحج إهداء له فى عيد ميلاده ترك ما كان بيده وإنتشرت موجه من
السعادة بين أضلعة وبإبتسامة عريضه علت محياه ...ذهب مهرولاً إلى زوجته ليبشرها بهذا الخبر السعيد ،
قائلة وبيد مرفوعة للسماء : ألف حمد وشُكر لكَ يا رب لقد إستجبت لدعائى
لا تدرى يا أبا صالح كم الإشتياق بى لزيارة النبى" محمد صلى الله عليه وسلم "


إستعدا سوياً للسفر وبعد عودتهم تذكر أمراً يجب عليه القيام به دخل غرفة مكتبة وقام بتجميع الكتب التى كانت محض إهتمامه فى الفترة الآخيرة وجميع الآظرف والآوراق التى بها مكونات وأشياء هامة وخطيرة فى الإتصال بالعالم الآخر وأمام منزله قام بحرقها جميعاً ،، أثناء عملية الحرق كان هُناك أمر مُدهش وعجيب فالنار كانت شاهقة يتنفث الدُخان منها فى وجه السماء لم تخمد إلا حتى مع إقتراب الليل حتى بدأت فى التهاوت تخبو رويدا رويدا...
إلتفت عائداً لمنزله وكأن شئ رهيب قد إنزاح عن صدره..!!

قائلاً مع نفسه : ليس السر عندى ولا الحل ...!!

تمــــــت ،،

مُلاحظة : القصة أحداثها حقيقة ولم يسرد بها أى تفاصيل من الخيال..


ليست هناك تعليقات: